متابعة :-حجازى صلاح الجعفري
انتهت رحلة الطالبة المصرية مريم عبدالسلام إلى لندن، مساء اليوم، في أحد مستشفيات العاصمة الإنجليزية بعد إجرائها عدة عمليات جراحية استمرت 12 يومًا في غرفة العناية المركزة نتيجة تعرضها للسحل والاعتداء من قبل 10 فتيات.
عدٍ وحشي
في 2 مارس 2018، تعرضت المصرية مريم حاتم مصطفى عبد السلام، ذات الـ 18 ربيعًا، والمقيمة بمدينة نوتنجهام الإنجليزية منذ 4 سنوات مع أسرتها للاعتداء والسحل من قبل 10 فتيات لمسافة تزيد عن 20 مترًا في أحد الشوارع المزدحمة بالمارة حتى تمكنت من الهرب بمساعدة شاب، وتخفت في إحدى الحافلات، لكن الفتيات قمن بمطاردتها والاعتداء عليها بالضرب مرة أخرى حتى فقدت وعيها، واتصل السائق بسيارة الإسعاف التي جاءت وحملتها إلى المستشفى، وفق ما روته والدتها نسرين أبو العينين.
معاناة مريم
خضعت مريم لـ 8 عمليات جراحية، منذ وصولها المستشفى عقب الحادث في الثالث من مارس الجاري، وفق ما صرحت به والدة الضحية، فيما تم تأجيل العملية التاسعة نظرًا لتدهور وضعها الصحي.
نزيف حاد تعرضت له مريم خلال فترة علاجها، تقول والدة الضحية: "الدكاترة علشان يوقفوا النزيف لازم يوقفوا دوا الجلطات وعلشان يعالجوا الجلطات بيعرضوا البنت للنزيف، وده بيدخلها كل يوم عملية".
وتابعت: "الأطباء اضطروا لفصل فص الرئة الأيسر بشكلٍ مؤقت في محاولة لوقف النزيف".
اهمال طبي
عانت مريم من إهمال طبي، وفق ما صرحت به والدتها نسرين أبو العينين، قائلةً: "الدكاترة كتير بيغيروا كلامهم وبيعتذروا إن التشخيص الأول كان خاطئ"، وللأسف هناك إهمال طبي واضح، أنا بنتي دخلت المستشفى بتمشي على رجليها، ودخلت في غيبوبة لأنهم أهملوا علاجها، كل اللي بنتي فيه ده بسببهم".
حق ضائع
القت الشرطة القبض على فتاة واحدة منهن، إلا أنها امتنعت -أثناء الاستجواب - عن الاعتراف بأي مما حدث، ووفقًا للقانون لم تتمكن الشرطة من سجن الفتاة لأكثر من 24 ساعة؛ نظرًا لأنها أقل من 19 سنة، فاضطروا للإفراج عنها ووضعها تحت الإقامة الجبرية.
ولم تتمكن الشرطة من ضبط أو محاسبة المعتديات على مريم، رغم وجود كاميرات سجلت الواقعة صوتًا وصورة، وتوضح والدة مريم: "نظرًا لعدم استخراج أي تقرير طبي من المستشفى المعالج لم تتمكن السلطات من اتخاذ أي إجراءات في حقهن".
و تقول والدة الضحية: "القانون هنا بيمنع خروج أي تقرير قبل ما الحالة تتعافى وتخرج من المستشفى".
ليست السابقة الأولى
لم تكن الواقعة الأولى من نوعها، فقد تعرضت مريم وأخواتها ملك – 15 سنة، وآدم – 12 سنة، للاعتداء؛ وتعرضت مريم منذ ما يقرب من 4 أشهر للاعتداء على أيدي اثنتين من الفتيات الـ 10، وكانت برفقة أختها ملك – (15 سنة) - وحررت محضرًا بالواقعة لكن لم يحدث شيء، فيما تعرض آدم للاعتداء عدة مرات في المدرسة.
لن نترك حقها
من جهته، أكد السفير ناصر كامل، سفير مصر في بريطانيا، أن الطالبة مريم عبد السلام التي توفيت متأثرة بتعرضها للاعتداء بالضرب في لندن، ستدفن بمصر، مشيرًا إلى أن القنصل العام ومستشار السفارة بجوار أسرة مريم عبد السلام التي تعرضت للاعتداء بالضرب في لندن، بالمستشفى لإنهاء إجراءات نقل الجثمان.
وشدد على أن الجناة معروفين لدى الشرطة البريطانية وجاري اتخاذ إجراءات إقامة دعوى قضائية من جانب الشرطة البريطانية. متابعًا "القضية جنائية وليست سياسية ولو ليها حق هنجيبه".
فيما أكد عماد أبو حسين، محامي الطالبة المصرية مريم مصطفى، ضحية الاعتداء في بريطانيا، أن حق الطالبة لن يضيع وسيتم محاسبة المخطئ سواء المعتدين على الطالبة أو مسئولين المستشفى الذين تقاعسوا عن علاج مريم".