--المنيا حجازى صلاح
منذ ثلاث أيام تناول المواطن محمد يوسف عطا لله، 30 عاما، وجبة الغداء مع زوجته، في مسكنه بقرية برطباط التابعة لمركز مغاغة بمحافظة المنيا، ثم مكث ينتظر طرقة على بابه ربما تحمل له رزقا جديدا ينفق منه على أطفاله الثلاثة، وهو العامل باليومية، لكن بدلا من ذلك، صفعت أذنيه صرخات امرأة قريبة من مسكنه، تطلب النجدة لطفلين سقطا في خزان الصرف الصحي «طرنش المجاري» المتاخم لمدخل العمارة. المرأة الفزعة كانت جارته «أم عمر» التي رأت ابنه «يوسف» ممسكا بسيخ حديدي تبقى من غطاء «الطرنش» الذي حطّمه «لودر» تابع للمجلس القروي ببرطباط، وتركه المسؤولون غير مكترثين بما قد يترتب على ذلك من كوارث إنسانية.اما الطفل الآخر فهو ابنه «أحمد» الذي سبق شقيقه إلى الأسفل ولم تستطع يده الصغيرة الإمساك بشيء و تقول الجارة «أم عمر»: «قررت أن أسحب الطفل من رأسه خوفا من أن تفلت يدي من يده وأنا أسحبه للخارج فيلقى مصير شقيقه "أحمد" الذي سمعت أنفاسه أثناء غرقه في مياه "الطرنش"».
و هرول سكان المنطقة مسرعين باتجاه العمارة السكنية الوحيدة التي تجمع أفقر الأسر بالقرية، وأحضروا سيارتين تستخدمان في تفريغ طرانشات الصرف الصحي بالقرية في محاولة منهم لإنقاذ الطفل البريء «أحمد»، لكن هذا لم يجد نفعا، فروح الطفل، الذي لم يكمل عامه الرابع، صعدت إلى بارئها منذ دقائق، ولم تقو أنفاسه على المقاومة.و يحمّل السكان مسؤولية الحادث لمجلس قروي برطباط الذي حطم غطاء «الطرنش» أثناء حملة إزالة تعديات على أرض زراعية بالقرب من العمارة السكنية التي تقيم فيها الأسرة المكلومة احد السكان وهو محمود يوسف، يؤكد أنه من غير المنصف توجيه الإهمال لوالدي الطفل اللذين كانا بمنزلهما، قائلا: «كل أطفال العمارة يخرجون للعب كل يوم ولا يحدث شيء، غير أن تقاعس موظفي المجلس عن أداء عملهم هو ما تسبب في الحادث».ويضيف «محمود»، أن أسرة الطفل المتوفي حررت محضرا بقسم الشرطة تتهم فيه موظفي الوحدة المحلية بالتسبب في القتل، مطالبين محافظ المنيا وقيادات مركز مغاغة بمحاسبة المقصرين المتسببين في هذا الحادث.