متابعة :طه عوض
تشهد اثيوبيا منذ 4 نوفمبر الماضى توتراً شديداً غير مسبوق بين الحكومة الفيدرالية وحكومة ولاية التيجرى الذين يشكلون حوالى 6.5% من سكان اثيوبيا (110 مليون نسمة) وبها الجبهة الشعبية لتحرير تيجرى (TPLF) التى استطاعت السيطرة على حكم اثيوبيا منذ 1993 حتى 2012 بقيادة رئيس الوزراء الأسبق زيناوى، وتسيطر هذه المجموعة على المناصب القيادية فى الجيش والدولة الاثيوبية، وكما يقول الدكتور عباس شراقي خبير المياه أنه قد ازداد التوتر بينهما عقب اعلان أبى أحمد تأجيل الانتخابات العامة حوالى 13 شهر بسبب انتشار فيروس كورونا، والتى كان مقررا لها أغسطس الماضى مما أثار الغضب أيضا للمعارضة الاثيوبية خاصة فى مجموعة الأورومو التى منهم أبى أحمد، وقتل العشرات فى مظاهرات كبيرة فى يونيو الماضى، وقتل مطرب مشهور وسجن الكثير منهم أبرزهم المنافس الأول "جوهر محمد"، ثم تجددت الأحداث مؤخرا بعد أن قامت حكومة تيجراى بعمل الانتخابات فى تحد للحكومة الفيدرالية وقامت بالاستيلاء على بعض الاسلحة من القوات الفيدرالية بالولاية مما أثار غضب الحكومة وشنت غارات عسكرية بالطائرات على اقليم تيجراى مما أدى الى نزح حوالى 11 ألف لاجئ عبر الحدود السودانية فى شرق السودان (القضارف والفشقة) خلال اليومين الماضيين فقط، وتم قطع الكهرباء والانترنت وغلق الطرق مما يتسبب فى كارثة للسكان المحليين فى الولاية (أكثر من 6.5 مليون نسمة) منهم 600 ألف يتلقون مساعدات غذائية من المنظمات الدولية قبل هذه الأحداث ولايمكن الوصول إليهم الآن. وقد تطور الصراع ووصل إلى ضرب بعض الأماكن الحيوية بالولاية أهمها محطة الكهرباء بسد تاكيزى (كما ذكرت حركة TPLFوتلفزيون تيجراى)، الذى تم افتتاحه عام 2009 ويخزن حوالى 9.2 مليار متر مكعب وينتج 300 ميجا وات وهو من انشاء الشركة الصينية سينوهيدرو "Sinohydro "، ولم ترد أخبار عن وقوع أى خسائر، إلا أن قوة الطوارئ الحكومية قد نفت ضرب السد، ربما المقصود محطة الكهرباء فقط، ولو كان صحيحاً لتسبب فى كارثة محققة لولاية تيجرى وشرق السودان الذى يقع به 3 سدود على نهر عطبرة باجمالى تخزين حوالى 5 مليار متر مكعب (أعالى عطبرة وستيت وعطبرة)، وهذا النهر يأتى بحوالى 11 مليار متر مكعب سنويا (13% من ايراد نهر النيل). حدث أقل من هذه
الأحداث فى بداية 2018 مما اضطر ديسالين الى تقديم استقالته حقنا لدماء الاثيوبيين فى موقف وطنى يحسب له، فهل يفعل مثله صاحب جائزة نوبل للسلام الذى قتل العشرات وشرد الآلاف وزج بالمئات فى السجون ولم يسلم الأراضى الارترية المتنازع عليها حتى الآن رغم حكم المحكمة الدولية، ولم يحل المشاكل المائية مع كينيا أو الصومال بسبب بناء السدود على الأنهار المتدفقة إليهم، وانسحب من توقيع اتفاق سد النهضة فى واشنطن فى اللحظات الأخيرة، وانتهك اعلان مبادئ سد النهضة 2015 باتخاذ قرار أحادى بتخزين 5 مليار متر مكعب فى يوليو الماضى.
هذا الصراع سوف يتسبب فى تأخير كل من المفاوضات وبناء سد النهضة الذى كان مقررا له أن ينتهى فى 2017 واذا استمر هذا الوضع قد لاينتهى قبل 2025.