تونس - على العربى
من مفارقات هذا العصر أن الأدب أصبح متاح للعابثين و المارقين، بعد أن انتهكت عذرية الأفكار لتلقي بقصائدها على قارعة الطريق و فوق الأرصفة المبللة بدموع الزمن الجميل..تخنقني الكلمات بعد تناثرت حروف الرثاء وسط مهرجانات الوهم و الدجل و الكذب الشاهق..فأي عن أي ابداع نتحدث ؟ و عن أي إعجاز نهلّل؟ هل أصبحت هذه الأرض عاقر لا تقدر على انجاب المبدعين..
قدرنا أننا رفعنا من الوضيع البائس و ايدينا قابضة على جدران الصفيح الساخن حيث أصبحت الضحكات تطربنا أكثر من اللزوميات و جلسات الخمر تتحفنا أكثر من بلاط الشعر ، أجسادنا المنهكة تنهشها الذئاب و يحوم حول اشلاءها الذباب، طال الغياب و صمت العتاب ،فهنيئا لمن سبقونا للرحيل ، بعد أن اتعبتنا الاقدار خصوصا بعد أن وجدت ( الرداءة) لنفسها ذئبا رضيعا احتضنته و علمته الرضاعة من شاتها حتى غدت طباعه طباع الشياه...
فلما الغرابة من زمن ( أصبح فيه الذئب بلا ربيب و الأدب بلا أديب)..!!