بقلم الكاتب التونسى - على العربى
رحم الله زمنا كان فيهما الابيض و الاسود واضحين ، حين كان الشر بين و الخير بين و لا توجد بينهما متشابهات تقبل التأويل..
زمن كانت فيه الكلمة مرصعة بجواهر الميثاق و الابتسامة نابعة من اعماق القلب و كفيلة بأن تذيب جليد الحقد و الكراهية ..!!
زمن كانت فيه الحشمة التزاما مقدسا تكون فيه المرأة صون الأرض و العرض و الرجل صون الشهامة و الرجولة..!!
للأسف زمن ولى بعد أن تلاعب صناع سينما الحياة بالادوار الموغلة بالضجيج و الاسفاف فقد على اثرها صوت القانون صداه و اخذ مكانه صوت الطبل و المزمار ليرفع من شان مديح الكاذبين و يخرس صراحة الصادقين..!!إنه لجنون العصر الذي عبث بايادي الصالحين الذين جعلهم غير قادرين على المصافحة او حتى عض الأنامل كتعبير عن الندم..!!
زمن اًثم قرعت أجراس الخطيئة في كل زاوية و في كل شبر من هذه الأرض الطيبة التي ستطول لعنتها كل النفوس الخبيثة التي اغتصبت خيراتها ببرودة دم لنذوق ذرعا من الهم و الغم..!!
فمتى سنستفيق من غفوتنا يا أهل العلم و القلم، نشيد البناء و نطلق جسور النماء..!!!