كتب - رضا موافى
بعد يوم طويل في العمل، حافل بالمتاعب، خرج الشاب عمرو جميل، الذي يعمل بائعا للخضروات، ليقابل أصدقاءه على المقهى المجاور لمنزله، أملا في الاسترخاء قليلا، لكن المتاعب أبت إلا أن تطارد الشاب في جلسته "عمرو" صاحب الـ30 عاما، أثناء وجوده في المقهى بمنطقة سكنه ناهيا التابعة لمحافظة الجيزة، عكر صفو جلسته مجموعة من الأشقياء المعروفين بأنهم يتاجرون في المواد المخدرة، بسبب كلب شرس يصطحبونه معهم ليروعوا به المارة. "كل اللي عمله عمرو أنه حاول يمنع المجرمين دول من تخويف الناس بالكلب"، هكذا بدأت "ميادة" شقيقة عمرو روايتها عما حدث لشقيقها؛ فالشاب شاهد تجار المخدرات يتشاجرون مع آخرين في المقهى بسبب الكلب، فتدخل لحمايتهم، وطلب من هؤلاء المجرمين أن يبتعدوا عن المقهى، ويتركوا رواده في حالهم و غلبت الدموع شقيقة "عمرو"، وهي تكمل حديثها، قائلة إن خصوم عمرو تراجعوا، بعد تدخل باقي رواد المقهى، لكنهم توعدوه بأنهم سينتقموا منه في وقت لاحق، إلا أنه لم يلق بالا لتهديداتهم، واستكمل جلسته، قبل أن يعود للمنزل ليجلس قليلا بصحبة زوجته وطفليه، وينال قسطا من الراحة، قبل أن يبدأ يخرج لعمله
الذي يبدأ باكرا الشاب المعروف بحسن الخلق، وطيبة القلب، استيقظ في ساعة مبكرة، واتصل بابن عمه، وتقابلا ليخرجا ويجمعا محصول الخضراوات، ليذهبا إلى السوق ويبيعانها لزبائنهما؛ طبقا لـ"ميادة"؛ لكنهما وبينما هما في الطريق فوجئا بـ8 أشخاص بينهم تجار المخدرات الذين يعرفهم من المقهى، يحملون أسلحة نارية وبيضاء، وبجوارهم كلابهم الشرسة، والشرر يتطاير من أعينهم و لم يجد "عمرو" وقريبه وقتا ليدركا ما يحدث، فقد هاجمهم الوحوش الثمانية، وطعنوا الشاب طعنتين قاتلتين، ثم أطلقوا عليه عيارا ناريا في صدره، كما هاجموا ابن عمه أيضا بأسلحتهم وكلابهم، قبل أن يتركوا الضحايا غارقين في دمائهم وفروا هاربين و تحرك ابن عم عمرو متحاملا على نفسه رغم جراحه، وجلب النجدة، لقريبه الي ينزف من أنحاء جسده، لكن "عمرو" كان قد فارق الحياة، متأثرا بجراحه وتلقت أجهزة الأمن إخطارا بوقوع مشاجرة في منطقة ناهيا بكرداسة، وبالانتقال والفحص تبين مقتل "عمرو"، على يد مجموعة من الأشخاص، وبينما أصيب نجل عمه، ونقلت الجثة إلى المشرحة تحت تصرف النيابة العامة، التي أمرت بتشريحها للوقوف على ظروف الجريمة وطلبت النيابة تحريات الأجهزة الأمنية حول الواقعة للوقوف على ظروفها وملابساتها.