كتبت ولاء عنتر
"رقم صعب لا يمكن أن تنساه أو تتناساه" بهذه الكلمات الرقيقة عبر الفنان السوداني الشاب أسامة الشيخ عن حزنه العميق بعد رحيل أول عازفة عود سودانية الاثنين الماضي عن عمر ناهز 82 عاما.إنها أسماء حمزة بشير! التى كانت تعد من الرائدات في مجال العزف والتلحين ليس في السودان فحسب، بل في إفريقيا والعالم العربي. وقد ولدت أسماء بمدينة بحري شمال الخرطوم، في عام 1936 لأسرة ميسورة وعريقة. ومنذ ان نشأت كانت مولعة بالفن منذ الصغر.وقد اشترى لها والدها عودا بعد أن سمعها تصدر صفيرا جميلا. وقد تحدت أسماء كل الصعاب.. في وقت كانت فيه الموسيقى حكرا على الرجال. ويقول الفنان أسامة الشيخ لـ "موقع الحرة" إنها "شخصية رقيقة.. مفعمة بالحس المرهف والأمل.. عصامية. حبها للفن جعلها لا تعرف المحال" ويضيف: بانها " تعلمت العود بجهد ذاتي من دون أن تتلقى تعليما من أحد، فنسجت ألحانا عذبة وأصيلة يدندن بها كثيرون".و لقبت الموسيقار أسماء حمزة بأميرة العود وعاشقة الست أم كلثوم. وعنها يقول الفاتح حمد أحد المولعين بأعمالها لـ "موقع الحرة": "صارت الموسيقى تجري مجرى الدم في جسدها النحيل. ويقينا أنها لو خيّرت ماذا تحمل معها من متاع الدنيا الزائل لاختارت آلة العود".و لحنت العديد من الأعمال التي تعطر سماوات السودان ويصدح بها كثيرون، لكن أول ألحانها على الإطلاق تجسد في أغنية "يا عيوني" للشاعر المصري على محمود طه. كما ذاع صيتها بتلحينها لأغنية "الزمن الطيب" للشاعر السوداني سيف الدين الدسوقي وأوبريت عـَزة وعـِزة."جمال ما عادي" وكان لها وقع خاص لدى الفنان أسامة الشيخ. و "هذه الأغنية كانت أول عمل مشترك لي مع أسماء. وهي من كلمات الشاعر المخضرم محمد بشير عتيق".
كتب عتيق كتب هذه القصيدة في أسماء نفسها حينما زارته وهو على فراش المرض ومن أبياتها:
زيارتك أسمي غاياتنا --.وحمزة وصل بيناتنا
لقاك بزيل معاناتنا ..... وبيك نستوحي غنواتنا
إردد لحنها الشادي.. وتفوت سودانا ليغادي
تتلمذ على يديها الموسيقار السوداني بشير عباس.
غنى لها فنانون سودانيون كبار من أمثال عبد الكريم الكابلي أغنية (يا أغلى من نفسي) من كلمات عبد الوهاب هلاوي، وعابدة الشيخ أغنية (وهج الشمس) لحسن الزبير ومحمد ميرغني. و يقول الفاتح حمد إن أسماء "رحلت وليس في خزائنها شيء من مال ولكنها خرجت من الحياة تفاخر بثروتها الهائلة من الحب".