تونس - على العربى
الخيانة ليست وليدة العصر و إنما هي ظاهرة متفشية منذ القدم أبطالها أناس يظهرون الولاء و الانتماء للأمة لكن واقعهم عكس ذلك، تجدهم يتكلمون يجادلون يتشدقون بالوطنية الزائفة لكن نعالهم ملطخة بوحل العمالة والتمسح على عتبة الدوائر الأجنبية من أجل ضرب الهوية و تقويض الاستقرار..
ولعل قصة العرب مع الخيانة لم ينطفئ وميضها الذي بدأت فصولها بالخيانة المشهورة لأبي رغال الذي لم يتوانى في مساعدة أبرهة الحبشي في محاولة فاشلة لهدم الكعبة الشريفة و الذي صار رمزا للخيانة إلى درجة أن الناس كان يرجمون قبره بالحجارة بعد أن يحجوا للكعبة قبل ظهور الإسلام..
و أبو رغال ما زلنا نجد له صدى في هذا الزمان الغابر بعد أن ازداد عدد الخونة و العملاء وسط ألاعيبهم و حيلهم الدنيئة مسخرين قاموسا من الكلام المنمق ظاهره حرص و بناء و باطنه غدر و دهاء ، سقطت اقنعتهم و لم تعد هناك فرصة للتدارك فهم لا يتعقلون ولا يتعلمون و لا يتوقفون عن نسج الأكاذيب الباطلة..
لكن هناك زمن جديد و مرحلة جديدة قوامها الوعي و الطموح من أجل الحفاظ على مقدسات الوطن ومكتساباته وسط تلاحم قوي و صمود متجذر في وجه الخونة و العملاء و المرتزقة..
فشكرا للخونة الاغبياء الذين منحونا درسا مجانيا في أساليب البيع والشراء في زمن قل فيه الوفاء و عم فيه الغدر و الدهاء..
ولكن...وطننا سيبقى شامخا و شوكة في حلق المتباكين أمام أسوار أولياء نعمهم..!!