تونس - على العربى
" يا جبل جيت نشكيلك همي ، من الترندات التي وقعها تداولها بكثرة على مواقع التواصل الاجتماعي ، ظاهرها هو تنكيت و مراوحة لكن جوهرها تعكس ما وصلت إليه واقعنا الفكري المتكلس بعد أن عصفت بنا غيوم الرداءة و الابتذال حيث قرر البعض عبثا الارتماء في معاطف الجبال العالية الشاهقة في رحلة بحث عن حل جذري يقيهم من تقلبات الزمان الغادر..
يريدون التحرر من شهواتهم و اهواءهم لكن محاولاتهم لا تزعزع موعظة و حكمة الجبال التي تبقى بريئة من شطحاتهم المسعورة وسط ضحكات و قهقهات لا تزيدنا الا هما و غما..
فأي زمان نعيش فيه ؟ زمان دجن الجبال لتصبح أوطأ مما عرفت بعد أن استأثرت بها قبضة العابثين و المهرجين و المتسلقين،،، فمهما ارتفع رغائهم إلى عنان السماء فالجبال البريئة تبقى حتما ثابتة، أشعة الغروب تودعها و الأودية تحييها و الضباب يغمرها...
كثيرون يتكلمون بلغة الجبال لكن قلوبهم مستنقعات ، كثيرون يرفعون رؤوسهم فوق قمم الجبال لكن نفوسهم تبقى وضيعة هائمة في ظلمة الخرافات..
"الجبال تبقى شامخة لا يدركها سوىأصحاب الحق واليقين ...و لو بعد حين ..!!