تونس - على العربى
جميل أن يكون للإنسان هامش من الفضول و هو الذي يطرح في عقله العديد من الأسئلة راغبا في البحث عن الإجابة الشافية التي تقلص لديه يقين الشك و الاستغراب، لكن أن يتحول هذا الفضول إلى ظاهرة مرضية فهذا هو ( الداء ) بأم عينه حيث لا يخجل الفضولي من حشر أنفه في كل كبيرة و صغيرة تهم خصوصيات الآخرين مستثمرا موهبة خارقة على التركيز في أدق الجزئيات و التفاصيل مما يجعله قادرا على التمييز بين التغيرات و الفروقات التي تظهر على الآخرين...
الإنسان الفضولي تجده دائم البحث عن الأشياء و استكشافها بأسلوبه المعتاد الذي عادة ما يجمع بين الوداعة و الرقة و الفطنة و الدهاء ، فهو خبير نفساني يستثمر في الزلات و العلل قصد الظفر بمكان وسط دائرة الجذب الإنساني...
هذه هي الشخصية الفضولية التي نجدها في كل الأماكن التي تحيط بنا و لكن انصحه أن يوظف هذا المخزون من الذكاء الفطري خدمة لواقعه المعيش بدل الخوض في عالم الفرضيات المسبقة التي لا تفتح أمامه الا أبواب التذليل و اللوم و السخط..
فليخجل الإنسان الفضولي من نفسه هذا اذا كان له هامش صغير من الفضل و الأدب و السمو الفكري..!!