كتب - محمد علي عبد المنعم
ودعت محافظة المنيا، الفنان العالمى حسن الشرق ابن قرية زاوية سلطان مركز المنيا الذى أبهر العالم بلوحاته الفنية خلال جولاته فى دول العالم، حيث قال عنه الفنان الكبير فتحي إدريس ، ان حسن الشرق كان فنان أهدته الطبيعه جمالا فى ريشته، قد وافته المنية عن عمر يناهز 73 عاما.
يذكر أن الفنان حسن الشرق ،قد حصل علي الجائزة الاولى على مستوى الجمهورية في الفن التشكيلي عام ٦٨ عن لوحة رسم فيها مأساة مجزرة بحر البقر ١٩٧٠.
وحصل " الشرق " على المركز الثامن على العالم فى الفن التشكيلى الشعبى بين 150 فنان، وقد ذهب إلى أمريكا 4 مرات وزار أكثر من 17 دولة أوروبية ، وحول منزله إلى متحف يوجد ضمن المزارات السياحية المعتمدة بمحافظة المنيا.
وقد ذكر الفنان الراحل في تصريحات سابقه، ان رحلته مع الفن التشكيلي بدأت فى سن صغير وهو فى المرحلة الابتدائية ، وكان والده يعمل جزارا بالقرية ويتمنى أن يورثني المهنة لكن عشقي للفن دفعني إلى طريق آخر حتى اننى كنت ارسم على ورق اللحمة التي كان والدى يبيع فيها .
وأضاف قائلا فى ذلك الوقت كانت جدتى دائما ما تجلس معى ونقص على قصص أبوزيد الهلالي، وذلك دفعنى إلى عشق الخيال وكنت ارسم دائما تلك القصص كما تتراود فى ذهنى.
واستطرد عشقى للفن جعلنى استغل كل وقت فى المدرسة فى الرسم واول من اكتشفنى هو مدرس العلوم بالصف الابتدائى وأعطانى
كراسة رسم وألوان خشب.
وأضاف بعد مرور الوقت قمت بالالتحاق بقصر الثقافة بمحافظة المنيا تعلمت هناك الكثير ومكثت به 20 عاما كنت أقوم بعمل معارض بمختلف أنحاء الجمهورية لكنى طوال العشرين عاما لم أبيع لوحة واحدة وكنت اكتفى بالسلام وشهادات التقدير .
وقال الشرق، أن مجزرة بحر البقر غيرت مسار حياتى كثيرا وخاصة الطفل عيد عبد السلام ، تأثرت كثيرا بالحادث فقمت برسم ثورة الطفل وحصلت بسببها على الجائزة الاولى على مستوى الجمهورية ، وأشار بسبب تلك الصورة خرجت من محافظة المنيا بعد 20 عاما وتوجهت إلى القاهرة ، وكنت اقضى هناك فترات طويلة ثم أعود إلى القرية وفى أحد الايام وانا اجلس بالقرية فوجئت بإحدى السيدات الخاصة باكتشاف المواهب تطرق الباب وطلبت منى توقيع عقد لعمل معارض فنية فى مصر وألمانيا، وقد كان أول معرض لى فى الأوبرا المصرية وحضره كثير من المراكز الثقافية الأجنبية والسفارات الأوروبية وقد بيعت كل لوحات المعرض وأعلى لوحة بعتها فى المعرض كانت بمبلغ 450 جنيه، وكانت تلك هى أول مبالغ مالية اتقاضها من فنى وذلك بعد مرور ما يقرب من 25 سنه اعمل بدون مقابل .
وأوضح أن الملكة فريدة ذكرتنى فى مذكراتها وهذا سر احتفاظى بصوره ، فقد التقيت الملكة فريدة فى مرسمها ونظمنا معا معارض فنية مشتركة وذكرتنى فى مذكراتها.
وأضاف أن بسبب الملكة فريدة أعد الفنان الوحيد الذى لديه لوحتان فى متحف اللوفر داخل القاعة الحديثة، مشيرًا إلى أن الشرق دخلت العديد من المنافسات وتمكنت من الحصول على المركز الثامن على العالم ، وقال إن الحظ لم يحالفنى فى الحصول على الدراسة الأكاديمية لكنى سعيد جدا أن متحف مقصدا لطلاب الماجستير والدكتوراه.
إستعان إبن المنيا بالألوان الطبيعية في رسومات لوحاته بعدما تعمق في فن الرسم بإستخدام "مساحيق الغسيل" و"العرق سوس" و"الشعير" في صنع الألوان الأزرق والأسود والأصفر والأحمر مستعينا بفرشاة كان يصنعها من جريد النخيل بعدما كان يتسلقها وينزع منها الليف الذي يصنع منه فرشاة لوحاته.
ظل حسن عبد الرحمن يعاني التهميش 18 عام منذ رسم أول لوحه له ولم يعترف بفنه أي مسؤل ، حتي إكتشفت موهبته مستشرقة ألمانية تدعي "أوروسولا شرنج" وهي رسامة ألمانية تهتم بالمبدعين العرب، حيث سمعت عنه وزارته في منزله ،وأبهرتها موهبة الشرق الفنية حتي إنحنت له تعبيرا عن إعجابها بفنه.
الشرق حصل على المركز الثامن على العالم فى الفن التشكيلى الشعبى بين 150 فنان، وقد ذهب إلى أمريكا 4 مرات وزار اكثر من 17 دولة أوربية.
وعن إقامة المتحف داخل القرية قال " الشرق" بعد عجزى فى الحصول على قطعة الأرض لإقامة المتحف عليه ورفض طلبة أكثر من مرة ، بعت كل ما أملك وكل ما تكسبته من اللوحات وأقمت المتحف فى منزلى فى التسعينات ليتحول المتحف الخاص بى إلى ايقونه وقبله السياح الأجانب القادمين من أوروبا ،حيث أن متحف حسن الشرق يوضع فى برامج الزيارة الخاصة بهم.
وعن سر ارتداء الجلباب فى كل المناسبات والمعارض العالمية قال " الشرق" انه كان يشعر بالفخر من ارتدائها سواء كانت صعيديه أو عربية وأرفض لبس البدله ،لدرجة اننى رفضت إقامة أحد المعارض في امريكا بسبب فرض ارتداء البدلة .
يصنف حسن عبد الرحمن حسن ، الملقب بـ"حسن الشرق" ، من أعظم خمس فنانين تشكيليين علي مستوي العالم ، إبن الريف المنياوي قلبا وقالبا ، وهو المولود بقرية زاوية سلطان في 28 مايو 1949، كان مولعا بالرسم منذ نعومة أظافرة مستغلا موارد البيئة الريفية حولة ،فكان يرسم علي الرمال في سن الخامسة من عمرة ،وكونه أكبر أشقائه لزم عليه إتباع مهنة الوالد الذي كان يعمل "جزارا" وبالفعل حاول "الشرق" كثيرا لكنه فشل في أن يصبح مثل والدة لكرهه مشهد الذبح والدم وكان يفر من والده حتي إعتقدت أسرته أنه "ملبوس" ، لكنه كان يشعر بإحساسه الفني منذ الصغر والذي أهله للحصول علي أول تكريم فني في المدرسة الإبتدائية بالقرية في السادسة من عمره بعدما إكتشف مدرسه موهبته الفذة في الرسم.
وجاء لقب الشرق للفنان حسن عبد الرحمن بعد حصوله علي المركز الأول في مسابقة الفن التشكي
الرئيسية 
